تقرير: هبة الكايد - خطت الجامعة الأردنية خطوات مدروسة وعملية وفق استراتيجية واضحة المعالم في مجالات التنمية المستدامة، من خلال تطوير بيئتها الخضراء وحوسبة أنظمتها والحفاظ على سمعتها العلمية والعملية في جوانب كثيرة.
وتتجه "الأردنية" صوب الجامعة الإلكترونية والأتمتة غير الورقية من خلال حوسبة العمليات التعليمية والإدارية كافة، الأمر الذي ينقلها إلى مصاف العالمية حيث تتنافس أعرق الجامعات في أمريكا وأوروبا في مسألة البيئة الخضراء والنظيفة واستخدامات الطاقة الشمسية.
واهتمامها بالحرم الجامعي الأخضر ليس جديد، بل حرصت عليه منذ النشأة، بتدشينها للمشاريع التي تخدم ذلك الجانب، لما للبيئة والمساحات الخضراء من أهمية بالغة في مسيرة التعليم العالي في الجامعات العالمية.
وهذا الاهتمام الذي أولته الجامعة للناحية البيئية جعلها تحتل المرتبة الثانية عربياً و(103) عالمياً بتصنيف (UI GreenMetrics) الذي يعنى بتصنيف الجامعات بناءً على عدة محاور تتضمن مؤشرات كمية ونوعية في مجال التنمية المستدامة بيئيا؛ وفقا لتقرير صادر عن مركز الاعتماد وضمان الجودة.
ويشير الترتيب الذي تقدمت خلاله الجامعة (2773) نقطة وقفز تصنيفها (176) موقع على التصنيف العالمي و(9) مواقع على الصعيد العربي في عام واحد فقط؛ إلى سعيها الدؤوب نحو تحقيق أفضل المعايير في هذا المجال والوصول إلى أرفع المستويات على الصعيدين العربي والعالمي في غضون السنوات القادمة.
وشاركت الجامعة هذا التصنيف للمرة الثالثة إلى جانب (360) جامعة عريقة ومتقدمة في القارات الخمس من (62) دولة، وكانت النتائج وفق معايير محسوبة وشفافة، إذ تم تنظيم وتبويب المعايير لستة أبواب هي وأوزانها كالآتي: بيئة العمل والبنية التحتية (15%)، الطاقة والتغير المناخي (21%)، إدارة النفايات (18%)، استخدامات المياه (10%)، وسائل النقل (18%)، والتعليم (18%).
وفيما يتعلق بتطبيق الجامعة لتلك المعايير فقد حرصت على محافظتها على المساحات المزروعة بالغابات والحدائق والأسطح الخضراء التي تسيطر على (51,2) % من أجمالي المساحة الكلية، فضلا عن الاستخدام الأمثل للموارد غير المتجددة واستخدام الأجهزة والتقنيات الموفرة للطاقة بشكل عام، وتدشين مصادر طاقة متجددة في بعض المباني، إضافة إلى تنفيذ برامج متخصصة لحفظ الطاقة، واستخدام كودات بناء تتخصص بالأبنية الخضراء عند البدء بالمشاريع الإنشائية الجديدة؛ ودليل ذلك مشروع بناء مستشفى طب الأسنان المتكامل الذي سينفذ قريبا، إلى جانب إجراء البحوث المتخصصة بالبيئة والتكيف مع التغير المناخي، والتزامها بالقوانين والتشريعات النافذة التي تعنى بتنظيم انبعاثات الغازات الدفينة بالتعاون مع المؤسسات المحلية المعنية.
وسبيلا لإدارة النفايات درجت الجامعة بتطبيق نظام الأرشفة الإلكتروني الذي ساهم بشكل فعال في تخفيض استهلاك الورق في الجامعة، إضافة لتعاقدها مع جهات متخصصة بتدوير النفايات الورقية والبلاستيكية والمخلفات المعدنية وفرزها والتخلص من السام منها، كما وتتبنى الجامعة برنامجا لإدارة المياه ينطوي على مجموعة من الإجراءات تضمن الاستخدام الأمثل للمصادر المائية والحد من الهدر المائي.
وكان كذلك قرب مباني الجامعة من بعضها عاملا مهما في الحد من الحاجة إلى وسائل النقل المستخدمة فيها وبالتالي التخفيف من التلوث البيئي الناجم عن الغازات المنبعثة من تلك الوسائل، بجانب حرصها على الصيانة الدورية للمركبات المملوكة للجامعة والتقليل من أعدادها، إضافة إلى سعيها لتقليص عدد المركبات الداخلة للجامعة تبعا لسياسة تصاريح الدخول.
وجاء طرح الجامعة مواد تتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة في برامجها المختلفة، وتخصيص نسبة من ميزانية الإنفاق على البحث العلمي للأبحاث ذات العلاقة ضمن مؤشر التعليم وهو البند الأخير في مقياس التصنيف، والذي تهتم من خلاله الجامعة بدعم المؤتمرات وورش العمل الهادفة للتوعية في هذا المجال وتحفيز الطلبة على القيام بنشاطات مماثلة، إضافة إلى اهتمامها بإنشاء موقع الكتروني متخصص يتناول الأبحاث المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة في مجالات المياه والطاقة البديلة ومكافحة التصحر.
ولعل هذا التوجه العالمي الذي تنتهجه الجامعة فيما يتعلق بالبيئة الخضراء والمستدامة، يعد مقياسا يسجل لها في ميزان تميزها على دأبها المتواصل في تطبيق البرامج البيئية على بنيتها العمرانية؛ فضلا عن كونه استثمارا للموارد المحلية المتاحة على الوجه الأمثل من جهة، والمحافظة على المصادر الطبيعية للأجيال القادمة في جهة مماثلة.
هـ.ك