في نهاية العام 2015 أصدر مركز الاعتماد وضمان الجودة في الجامعة الأردنية دراسة عن البحوث العلمية المنشورةومصدرها المملكة الاردنية الهاشمية في المجلات العالمية. وكون قاعدة المجلات (Scopus) "سكوبس" تعتبر القاعدة الأكثر احتواءً للمجلات العالمية المرموقة (ما يزيد عن 25 الفاً) ومصدر أشهر الجهات العالمية الخاصة بتصنيف الجامعات في معيار البحث العلمي والذي يقاس بعدد البحوث وقيمتها والذي يعتمد على عدد الاستشهادات العلمية، فلقد اعتُمدت هذه القاعدة كمصدر معلومات الدراسة. سكوبس تشمل جميع مجالات العلوم ولكن بالرغم من اعتمادها لأكثر من أربعين لغة فإنّ المجلات العربية المعتمدة في هذه القاعدة محدودة. نتيجة لذلك فإنّهذه الدراسة لا تغطي البحوث المنشورة باللغة العربية وفي مجلات غير معتمدة في هذه القاعدة. الدراسة خلصت الى نقاط تستحق الذكر نلخصها بالتالي:
أولاً: العدد الإجمالي للبحوث المنشورة للمملكة الأردنية الهاشمية في قاعدة البيانات سكوبس حتى كانون الأول من العام 2015 كان 30155 بحثاً. في حين أنّ العدد الإجمالي للبحوث المنشورة قبل العام 1970 كان 15 بحثاً فقط وعدد البحوث المنشورة سنوياًفي الأعوام 1970 الى 1980 كانت تقل عن 50 بحثاً، كانت في الأعوام 1980-1990 بين 50 الى 200 بحثاً، تضاعفت الى 642 بحثاً في العام 2000 والى 1074 في العام 2005 والى 2286 في العام 2010 والى ما معدله 2500 بحثاً في الأعوام 2011 إلى 2014.عدد البحوث التي تنشر سنوياً في الأعوام الأربعة الأخيرة تعادل 12 ضعفاً لما نشر في العام 1990 واربعة اضعاف ما نشر في العام 2000. الملفت للنظر وما يدعو إلى التفاؤل أنّ ما تم نشره منذ بداية العام 2010 حتى العام 2015 يعادل تقريباً ما تم نشره للأردن في جميع السنوات السابقة.
ثانياً: تربعت المجلات الصادرة من الجامعة الأردنية على قائمة أكثر المجلات التي نشرت فيها البحوث التي مصدرها المملكة الاردنية الهاشمية. حيث جاء في رأس القائمة المجلة الطبية الأردنية يليها مجلة دراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية مما يبين أثر اعتماد هذه المجلات في قاعدة سكوبس على سعي الباحثين للنشر فيها. تلى هاتين المجلتين كأكثر المجلات استقبالاً للبحوث الأردنية المجلة الطبية السعودية.
ثالثاً: تصدرت الجامعة الأردنية القائمة كأكبر مصدر للبحوث الأردنية. كانت الجامعة الأردنية مصدر أو شارك باحثوها في إنتاج ما يزيد عن ربع(27.9%) البحوث الاردنية تلتها جامعة العلوم والتكنولوجيا بما نسبته 25%. لذا فإنّ ما يزيد على نصف البحوث الأردنية كانت من إنتاج أو شاركت في إنتاجها هاتين الجامعتين. وحل في المركز الثالث جامعة اليرموك، والرابع الجامعة الهاشمية، والخامس جامعة البلقاء التطبيقية.
رابعاً: عدد البحوث المنشورة للمملكةالاردنيةالهاشمية في قاعدة البيانات سكوبس في العشر سنوات الأخيرة (2005-2014) يساوي 19883 بحثاًمنها 4778 بحثاً (24%) كانت من إنتاج أو شارك بها باحثون من الجامعة الاردنية تلتها جامعة العلوم والتكنولوجيا (4097 بحثا) بما نسبته 20.6%. أي أنّ كون الأردنية أكبر مصدر للبحوث لا يعزى لعمر الجامعة مقارنة بجامعة العلوم والتكنولوجيا إلا أنّ هذه النسب لا تراعي عدد الباحثين في الجامعتين والذي هو أكبر في الجامعة الاردنية ولا طبيعة الكليات علمية أم إنسانية والذي يميل لمصلحة جامعة العلوم والتكنولوجيا.الأردنية بدأت بتصدر قائمة اكثر الجامعات في المملكة الاردنية الهاشمية بعدد البحوث المنشورة في قاعدة البيانات سكوبس منذ العام 2008 في حين أنّ العلوم والتكنولوجيا كانت تتصدر القائمة قبل العام 2008.ما يستحق الذكر هنا أنّ مجموع ما تم نشره منذ العام 2008 للجامعة الأردنية يعادل تقريباًمجموع ما تم نشره في جميع السنوات السابقة للعام 2008.
خامساً:أهم المجالات العلمية التي شملتها البحوث العلمية الاردنية كانت الطب، الهندسة، علم الحاسوب، العلوم الزراعية والبيولوجية، والكيمياء.
سادساً: حلت المملكة الاردنية الهاشمية في المرتبة السابعة عربياً عند مقارنة المجموع العام للبحوث المنشورة لكل دولة عربية في قاعدة سكوبس وحتى كانون الأول للعام 2015 مسبوقة بكل من مصر، السعودية، تونس، الجزائر، المغرب، والأمارات العربية المتحدة. وعند أخذ عدد السكان بعين الاعتبار تأتي المملكة في المركز الخامس عربياً بعد قطر، تونس، الكويت، ولبنان.
سابعاً: الولايات المتحدة الأمريكية تليها المملكة المتحدة ومن ثم ألمانيا فالسعودية كانت الدول الأكثر تعاوناً مع المملكة الاردنية الهاشمية في مجال البحوث العلمية المشتركة.
ثامناً: جامعة العلوم والتكنولوجيا، الجامعة الهاشمية، جامعة البلقاء التطبيقية، جامعة مؤتة، وجامعة آل البيت كانت الجامعات الأكثر تعاوناً مع الأردنية في مجال البحوث العلمية المشتركة.
وكانت أهم التوصيات التي خرجت بها الدراسة أنّ هنالك ازدياداً ملحوظاً في عدد البحوث المنشورة للاردن في المجلات العالمية وخاصة في السنوات العشر الأخيرة وهذا ينطبق على معظم الدول العربية.
أيضاً تدل الأرقام على زخم النشر في مجلات الجامعة الأردنية والمجلات الوطنية المعتمدة في قاعدة المجلات سكوبس لذا فإنَّ الاهتمام بهذه المجلات لزيادة أعدادها السنوية والعمل على إدراج مجلات الجامعة الأردنية والوطنية الأخرى في قاعدة سكوبس سيساهم في زيادة عدد البحوث المنشورة للاردن والاردنية عالمياً. كما أنّ هنالك حاجة لزيادة النشر في مجلات سكوبس عن طريق اعتماد مجلاتها كمجلات فئة أولى لأغراض الترقية في الجامعات ومكافأة الناشرين فيها. كما أنّ المصلحة تقتضي مراجعة تعليمات الترقية في الجامعات لاشتراط نشر جزء من الإنتاج العلمي في مجلات الفئة الأولى وإغلاق أي طرق للترقية بدون ذلك. لا بد ايضاً من التشجيع على وضع اسم الجامعة على البحوث المنشورة من قبل أعضاء هيئة التدريس المجازين إجازات بدون راتب وكذلك موفدي الجامعة الى الخارج.كما ينصح بمتابعة تفعيل أنظمة وتعليمات الجامعات الخاصة بإلزام استمرارية النشر من قبل أعضاء هيئة التدريس كشرط لحصولهم على الزيادات السنوية أو استمراريتهم في الوظيفة. ويجب العمل على تشجيع المحاضرين غير المتفرغين على النشر العلمي عن طريق الحوافز المالية وطلبة الدراسات العليا عن طريق جعل ذلك أحد متطلبات التخرج.
والله ولي التوفيق
الأستاذ الدكتور فالح السواعير
مدير مركز الاعتماد وضمان الجودة
الجامعة الاردنية