تشهدُ الجامعةُ الأردنيّة، هذه المدّة من العام، زياراتٍ ميدانيّةً مكثّفةً لكليّاتها ومراكزها المختلفة؛ بهدف تقييم آليّات تطبيق رؤيتها، وخطّتها الإستراتيجيّة؛ إذ يعمل فريقٌ متنوّع من المدقّقين العاملين في الجامعة، يمثّلُ الجامعةَ وجهاتِها، على التّدقيق في العمليّات والخدمات المساندة، بما يتواءمُ مع توقّعات أصحاب العلاقة، وتطمحُ الجامعةُ بهذه الزّيارات إلى تحقيق نقلةٍ نوعيّة في إدارة العمليّات، ترتقي بالخدمات من مستوى التّميّز إلى مستوى الرّيادة؛ إذ انطلقت زياراتُ التّدقيق الدّاخليّ إلى عدد من الكليّات.
وشمل الأسبوعُ الأوّل زيارةَ كليّةِ اللّغات الأجنبيّة، وكليّةِ العلوم التّربويّة، وكليّةِ الزّراعة، وكليّةِ الأمير الحسين بن عبدالله الثّاني للعلوم السّياسيّة والدّراسات الدّوليّة، وكليّةِ العلوم، وكليّةِ الفنون والتّصميم، واختُتمت بزيارةِ كليّةِ الملك عبدالله الثّاني لتكنولوجيا المعلومات.
وفي الأسبوع الثّاني، استمرّ فريقُ التّدقيق في زياراته لتشملَ كليّةَ الشّريعة، وكليّةَ الآثار والسّياحة، ومركزَ دراسات المرأة، وكليّةَ الصّيدلة، وكليّةَ طبّ الأسنان، وكليّةَ الهندسة، وكليّةَ الأعمال، وشاركت في هذه الزّيارات اليوم الأستاذة الدكتورة أميرة المصري، نائبُ الرّئيس لشؤون الجودة والاعتماد المحليّ، يرافقها الأستاذ الدكتور وائل الأزهري، مديرُ مركز الاعتماد وضمان الجودة؛ لمتابعة سير العمل، وضمان تحقيق الأهداف المنشودة من عملية التّدقيق.
وأكّدت الأستاذة الدكتورة المصري أهميّةَ أن تكونَ هناك رؤيةٌ شموليّة، وتكاملٌ بين الأطراف جميعها؛ بما يحقّق انسجامَ العمليّات وتكاملَها بين أصحاب العلاقة المختلفة، من أعضاء هيئة تدريسيّة، وإداريّة، وطلبة، وخرّيجين، وأولياء أمور، وأرباب عمل، ومجتمع محليّ، وشدّدت على ضرورة العمل على تطوير آليّاتٍ وإجراءات تدعم تحقيقَ النّتائج المرجوّة.
كما سُلِّطَ الضّوءُ على أهميّةِ مأسسة تجربةِ المتعامل (Customer Experience )، وإيجادِ آليّات واضحة لإدارة العلاقة مع الشّركاء، تتضمّن خططًا لتتبع أثر هذه الشّراكات في تحسينِ الخدمات المقدّمة، وزيادةِ فرص التّشغيل للخرّيجين، وتعزيزِ رضا أصحاب العلاقة.
وتحقيقاً للرّيادة ركّزت عمليّاتُ التّدقيق هذا العام على تعزيز وعي الجهات بآليّات التّقييم الذّاتيّ، باستخدام نموذج التّميّز بدلاً من نموذج تدقيق الـ ISO، وتسعى الجامعةُ بذلك إلى تأسيس نظام مؤسّسيّ يضمن الانتقالَ من مستوى التّميّز إلى مستوى الرّيادة؛ عبر وضع آليّات وإجراءات واضحة؛ لتحسين جودة المخرجات التّعليميّة، والإداريّة.
ولتعزيز روح الانتماء والمسؤوليّة تألّف فريقُ التّدقيق الدّاخليّ من متطوّعين، يمثّلون جهات الجامعة المختلفة؛ الأكاديميّة، والإداريّة، لمختلف الكليّات، والمراكز، والوحدات، والدّوائر، في خطوة تعكس مستوى الوعي بأهميّة هذه العمليّة، والانتماء للجامعة والوطن، وتتوافق جهودُ التّدقيق الّتي تنفّذها الجامعةُ مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثّاني في تحقيق رؤية التّحديث الاقتصاديّ للمملكة، ودفع عمليّة التّنمية المستدامة نحو مستقبل أفضل.
وبهذا النّهج، تُظهر الجامعةُ الأردنيّةُ التزامَها الرّاسخ بمواكبة رحلة التّميّز؛ للوصول إلى الرّيادة في التّعلّم، والتّعليم، والبحث العلميّ، وخدمة المجتمع، وتحقيق رؤيتها الإستراتيجيّة، بروح الشّراكة، والتّكامل.